الفصل الثاني
الكتّاب
يعتبر الكتاب اعوان الوزراء ، فقد كان لكل وزير كاتب او اكثر لمعاونته في عمله. كما كان لرجال الدولة وكبار القواد وولاة الأقاليم كتاب يستعينون بهم وقد تدرج بعض الكتاب الى منصب الوزارة. وكان هؤلاء الكتاب يمتازون بالثقافة العامة والاطلاع الواسع على معارف عصرهم ، بحيث انهم كانوا يمثلون صفوة المثقفين ، وهم الذين يقومون بشؤون دواوين الدولة.
ومن الواضح ان ما يجب ان يتقنه الكاتب ويلم به من المعارف ، يختلف باختلاف عمله. فان كان كاتب خراج عليه ان يلم بالحساب والمساحة والخراج والفنون والرتوق ، وان كان كاتب خراج عليه ان يلم بالحساب والمساحة والخراج ، والفتوق والرتوق ، وان كان كاتب احكام عليه ان يكون عالما بالحلال والحرام والاحتجاج والاجماع والأصول والفروع ، اي ان يكون متفقها في الدين ، اما اذا كان كاتب معونة فانه يحتاج الى ان يكون عالما بالقصاص والحدود والجراحات. وعلى كاتب الجيش ان يكون عالما بحلي الرجال وشيات الدواب ومداراة الأولياء ـ أي