ولما امر المتوكل على الله اسحاق بن ابراهيم بالقبض على ايتاخ وحبسه في سنة (٢٣٥ ه) حبس اسحاق كاتبيه ايضا ، وكان احدهما سليمان بن وهب (١). الا ان المتوكل على الله رضي عنه بعد ذلك فولاه ديوان الخراج (٢). ثم تولى الكتابة للقائد موسى بن بغا. وعند ما عاد معه الى سامرا من الجبل في سنة (٢٥٥ ه) استوزره المهتدي بالله ولقب بالوزير (٣). ويلاحظ ان سليمان بن وهب لم يبد كفاية في معالجة الخلاف الذي نشب بين الخليفة والقواد الاتراك. وكان بحكم علاقته بموسى بن بغا يميل الى جانب القواد المذكورين. وقد قتل المهتدي بالله وسليمان لا يزال وزيره.
كان المعتمد على الله قد استوزر الحسن بن مخلد اثر وفاة عبيد الله بن يحيى ، وكانت علاقة الحسن بالقائد موسى بن بغا سيئة ، فلما قدم موسى الى سامرا في اوائل ذى الحجة سنة (٢٦٣ ه) اختفى الحسن. فاستوزر المعتمد على الله مكانه سليمان ابن وهب ، وولى ابنه عبيد الله بن سليمان كتابة ابنه جعفر المفوض (٤). الا ان الخليفة سخط عليه في السنة التالية فحبسه وقيده وانتهب داره وداري ابنيه وهب وابراهيم ، واعاد استيزار الحسن بن مخلد ، وذلك في اواخر ذى القعدة من سنة (٢٦٤ ه) (٥). ويقول التنوخي ان المعتمد على الله طلب من
__________________
(١٥٤) الطبري ٩ / ١٦٩ ، والكامل ٧ / ٤٦.
(١٥٥) كتاب الولاة وكتاب القضاة / ٢٠٣ و ٥٠٨.
(١٥٦) الاغاني ٢٣ / ١٤٣.
(١٥٧) الطبري ٩ / ٥٣٢ ، والكامل ٧ / ٣١٠.
(١٥٨) الطبري ٩ / ٥٤٠ ، والكامل ٧ / ٣١٦.