وصار الى موضع القصر المعروف بالجوسق على دجلة فبنى هناك عدة قصور للقواد والكتاب وسماها باسمائهم» (١). ويقول المسعودي : «ولم يزل (المعتصم بالله) يتنقل في تلك النواحي حتى وقع اختياره على موضع سامرا ، وهو بلاد في كورة الطيرهان» (٢). ويقول ايضا : «خرج يتقرى المواضع فانتهى الى موضع سامرا ، وكان هناك دير عادي فسأل بعض اهل الدير عن اسم الموضع فقال : يعرف بسامرا. قال له المعتصم : وما معنى سامرا؟ قال : نجدها في الكتب السالفة والامم الماضية انها مدينة سام بن نوح. قال له المعتصم : ومن اي بلاد هي والام تضاف؟ قال : من بلاد طيرهان واليها تضاف» (٣). وجاء في اخبار فطاركة المشرق لماري بن سليمان ان المعتصم بالله «خرج الى الطيرهان للتصيد ، وصاد وجعل في اعناق السباع الاطواق الحديد ، ووسم على افخاذ الظباء وحمير الوحش اسمه ، واستطاب الموضع ، وابتاع من سكان ذلك الموضع النصارى الحزيات المتصلة بالمطيرة ، وجدد بناء سر من رأى» (٤).
ولما عزم المعتصم بالله على ان ينزل بموضع سامرا كلف وزيره محمد بن عبد الملك الزيات وقاضي القضاة احمد بن ابي دواد ، وعمر بن فرج ، واحمد بن خالد المعروف بأبي الوزير ، وهما من رؤساء الدواوين ، بأن يشتروا له من اصحاب الدير الارض التي رآها وان يدفعوا اليهم اربعة آلاف دينار ثمنالها ، فقعلوا ذلك (٥). وهناك خبر يروى عن ابي الوزير انه قال : «بعثني المعتصم في سنة (٢١٩ ه) وقال لي : يا احمد اشتر لي بناحية سامرا موضعا ابني فيه مدينة .. وقال لي : خذ مائة الف دينار ، قال قلت : آخذ
__________________
(٤٩) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٧٣.
(٥٠) التنبيه والاشراف / ٣٠٩.
(٥١) مروج الذهب ٤ / ٥٤.
(٥٢) ص : ٧٧.
(٥٣) كتاب البلدان / ٢٥٧ ـ ٢٥٨.