وموضع آخر اسمه (الكرخ) ودور عربايا او دور العرباني هو الدور الأسفل ، وهو قرية بين سامرا وتكريت ، وفيه انزل المعتصم بالله بعض قواده عند ما بنى سامرا (١). اما موضع الكرخ فكان يقال كرخ فيروز ، وهو موضع مدينة قديمة على مرتفع من الأرض ، وهو اقدم من سامرا ، فلما بنيت اتصل بها ، وظل عامرا بعد هجرها وخرابها. ويقال له ايضا كرخ باجدا وكرخ جدان (٢). وقد انزل المعتصم بالله فيه مولاه اشناس القائد فيمن ضم اليه من القواد ، لما بنى سامرا (٣).
وكانت منطقة الطيرهان تؤلف مع تكريت والسن والبوازيج اول حدود اعمال المغرب عند البلدانيين وتعتبر من كور الموصل (٤). وهي ارض منبسطة كان يتردد عليها خلفاء بغداد للصيد. ويظهر ان المعتصم بالله نفسه كان يتردد ايام كان اميرا ، الى هذا الموضع للصيد ، ويضرب فيه مضاربه ، كما سنرى فيما بعد. وكانت تعرف قبل الفتح العربي بنفس الاسم. فقد ورد ذكرها في بعض الحوادث التي وقعت ايام العهد اليوناني في العراق (٥). وقد استمر هذا الأسم يطلق على منطقة سامرا بعد تأسيسها ولقرون عديدة (٦).
يقول اليعقوبي في تاريخه : «ثم ارتحل (المعتصم بالله) من القاطول الى سر من رأى ، فوقف في الموضع الذي فيه دار العامة ، وهناك دير للنصارى فأشترى من اهل الدير الارض واختط فيه.
__________________
(٤٣) فتوح البلدان / ٢٩٥ ، ومعجم البلدان ٢ / ٤٨١ ، والمشترك وضعا / ١٨٣.
(٤٤) معجم البلدان ٤ / ٤٤٧ ، والمشترك وضعا / ٣٦٩.
(٤٥) فتوح البلدان / ٢٩٥ ، وكتاب البلدان / ٢٥٨.
(٤٦) المسالك والممالك ٩٤ و ٢٤٥ ، والخراج وصناعة الكتابة / ١٧٥.
(٤٧) اخبار فطاركة كرسي المشرق لماري بن سليمان / ٤ ـ ٥.
(٤٨) اخبار فطاركة كرسي المشرق لعمرو بن متى / ٧٢ ـ ٧٣ ، و ٨٣ و ١٠٠ ، و ١١٦ ـ ١٢١.