الذهاب (١). ويؤيده في ذلك مؤرخون آخرون. اذ يقول التنوخي عنه انه مع سماحة اخلاقه وكثرة جوده وسخائه كان شديد العربدة على ندمائه اذا سكر ، ولا يكاد يسلم له من العربدة مجلس الا في الأقل (٢). ويقول الذهبي انه كان منهمكا على اللهو واللذات ، يسكر ويعربد (٣). ويقول السيوطي انه انهمك في اللهو واللذات واشتغل عن الرعية فكرهه الناس واحبوا اخاه طلحة (٤). على انه من جهة اخرى كان حليما لطيفا ، من الرأفة والرحمة على غاية (٥). وانه كان من اسمح آل العباس ، وكان يمثل بينه وبين المستعين بالله ويقال : ما ولي اسمح منهما ، كما كان جيد التدبير ، فهما بالامور ، فلما قوض امره وغلب على رأيه ، نقصت حاله عند الناس (٦). ويقال انه كان يحب الاطراء والمديح ، فاذا عمل جميلا اكثر من ذكره وتبجح به وان كان صغيرا (٧).
وقد اشرنا في الفصل الخاص بمجالس الخلفاء الى بعض مظاهر اسرافه ، مما جعل اخاه الموفق يمنع عنه المال لحاجة الدولة الى الاموال لتوفير نفقات الحروب الداخلية ، لا سيما حرب الزنج التي اضطرتها على الاقتراض من التجار (٨).
__________________
(٨) مروج الذهب ٤ / ٢٢٠ والتنبيه والاشراف / ٢١٨.
(٩) الفرج بعد الشدة ٢ / ٢٤٣.
(١٠) شذرات الذهب ٢ / ١٧٤.
(١١) تاريخ الخلفاء / ٣٦٣.
(١٢) تاريخ الخلفاء ٢ / ١٧٤.
(١٣) الديارات / ١٠٢.
(١٤) الفرج بعد الشدة ٢ / ٢٤٨.
(١٥) تاريخ بغداد ٣ / ٢٠٦ ، ونشوار المحاضرة.