التركي سكرانا ، فلما تركه كان المهتدي بالله قد مات (١). ويؤيد ابن دحية انه قتل بخنجر (٢). ويروى انهم داسوا خصيته فمات (٣). ويظهر من رواية اليعقوبي انه يؤيد موته من جراحه اذ يقول «فحملوه على دوابه وجراحاته تنطف دما ، فدعوه الى ان يخلع نفسه فأبى ، ومات بعد يومين (٤).
ويظهر ان طائفة من الاتراك ندموا على قتلهم المهتدى بالله ، فداروا به ينوحون ويبكون عليه لما تبين لهم من نسكه وزهده (٥).
كان عمر المهتدي بالله عند وفاته ثمانية وثلاثين عاما حسبما ذكره الطبري ، الا ان الخطيب البغدادي والاربلي يقولان انه مات عن سبعة وثلاثين عاما واربعة اشهر وعشرة ايام. اما المسعودي فيقول انه كان له من العمر اربعون عاما (٦). واذ ما كان تاريخ ميلاده الذي سبق ان ذكرناه صحيحا فان ما ذكره الخطيب البغدادي والاربلي هو العمر الصحيح للمهتدي بالله.
اما مدة خلافته فقد بلغت احدى عشر شهرا وسبعة عشر يوما او ثمانية عشر ، كما يقول اليعقوبي والمسعودي والخطيب.
__________________
(٣٠) مروج الذهب ٤ / ١٨٦.
(٣١) النبراس / ٨٩.
(٣٢) الكامل ٧ / ٢٣٠.
(٣٣) تاريخ اليعقوبي ٢ / ٥٠٦.
(٣٤) مروج الذهب ٤ / ١٨٦.
(٣٥) الطبري ٩ / ٤٦٩ ، وتاريخ بغداد ٣ / ٣٤٨ ، وخلاصة الذهب المسبوك /