له : ان الرسول صلىاللهعليهوسلم كان مع قوم قد زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة ، وانت انما رجالك ما بين تركي وخزري وفرغاني ومغربي ، وغير ذلك من انواع الأعاجم لا يعلمون ما يجب عليهم من أمر آخرتهم ، وانما غرضهم ما استعجلوه من هذه الدنيا ، فكيف تحملهم على ما ذكرت (١)؟ وشبيه بهذا ما يقوله المسعودي من ان المهتدي بالله «صاحب اقواما لا تجوز عندهم اخلاق الدين ولا يريدون الا امر الدنيا» (٢). والواقع ان المهتدي بالله لم يجد له ناصرا عند ما اصطدم بمخالفيه من الاتراك.
ويعزو ابن دحية ما واجه المهتدى بالله من المصاعب الى الرجال الذين تولوا شؤون الدولة على عهده ، فيقول : ولم يوفق في الوزير والحاجب والقاضي ، لأن وزيره جعفر بن محمود الاسكافي ، وحاجبه صالح بن وصيف ، وقاضيه الحسن بن محمد بن ابي الشوارب ، يحبون الدنيا ويشرئبون اليها ، فكانوا اعانة على سفك دمه (٣).
٣ ـ خلعه وقتله :
تروي المصادر عدة روايات عن اسباب الخلاف الذي نشب بين الخليفة المهتدي بالله وبين القواد الأتراك. ومهما اختلفت تلك الروايات فانها تتفق في ان السبب الرئيس هو الشك القائم بين الخليفة وكبار القواد مما ادى الى صراع شديد بين الجانبين انتهى
__________________
(٢٦) مروج الذهب ٤ / ١٨٣.
(٢٧) التنبيه والاشراف / ٣١٨.
(٢٨) النبراس / ٨٩.