قد اصيب بذات الرئة ـ وبقاءه في الفراش قرابة عشرة ايام ، فاخذ يعطيه جرعات منه يوميا مع الدواء الذي كان يسقيه اياه. ولما قارب جسم المنتصر بالله ان يستوفي من كمية الزرنيخ ما يكفي لقتله اظهر الطبيب ان ما وضعه من السم في الكمثرى سيؤدي الى موته.
اما تاريخ وفاته فتكاد تتفق المصادر على انه توفى يوم الأحد لخمس خلون من ربيع الآخر سنة ٢٤٨ ه (١). وكانت وفاته بالقصر المحدث بسامرا (٢). ويقال انه لما حضرته الوفاة قال : (٣)
فما فرحت نفسي بدنيا أخذتها |
|
ولكن الى الرب الكريم أصير |
وجاء ذلك في فوات الوفيات كما يأتي : (٤).
فما متعت نفسي بدنيا احبتها |
|
ولكن الى الرب الكريم اصير |
وما كان ما قدمته رأى فلتة |
|
ولكن بفتياها اشار مشير |
وهو يشير بهذا الى ندمه وطلبه المغفرة ، والى الفتوى التي حصل عليها من بعض الفقهاء عند ما استفتاهم في قتل ابيه من غير
__________________
(٤٣) الطبري ٩ / ٢٥١ ، ومروج الذهب ٤ / ١٤٤ ، وتاريخ بغداد ٢ / ١٢١ ، والكامل ٧ / ١١٤ وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٣ وفيه انه توفي يوم السبت لاربع خلون من ربيع الآخر.
(٤٤) الطبري ٩ / ٢٥٤.
(٤٥) نفس المصدر / ٢٥١.
(٤٦) فوات الوفيات ٢ / ٣٧٣.