اما وصف المنتصر بالله فتتفق المصادر على انه كان اسمر حسن الوجه ، قصير القامة جسيما ، عظيم البطن ، ضخم الهامة ، أعين اقنى ، وعلى عينه اليمنى اثر اصابة من وقعة في صغره (١). وقد وصف المسعودي اخلاقه وصفا دقيقا شاملا بقوله «وكان المنتصر واسع الاحتمال ، راسخ العقل ، كثير المعروف ، راغبا في الخير ، سخيا ، اديبا ، عفيفا. وكان يأخذ نفسه بمكارم الاخلاق ، وكثرة الانصاف ، وحسن المعاشرة ، بما لم يسبقه خليفة الى مثله» (٢). وقيل عنه انه كان الى جانب ذلك فاتكا سفاكا للدم (٣). ومع ان المسعودي يتفق بوصفه اخلاق المنتصر بالله مع من وصفها من المؤرخين الا انه يتهمه بالبخل فيقول «كان ذا شهامة ومعرفة وامساك للمال ، وحفظ له حتى انكر الناس عليه شدة البخل وشدة المنع» (٤). ومما يؤيد هذا ما رواه الطبري عن بنان بن عمرو المغني وكان من اخص الناس بالمنتصر بالله ، وهو خليفة ، ان يهبني ثوب ديباج ، فقال لي : أو خير لك من الثوب الديباج؟ قلت ما هو؟ قال : تتمارض حتى اعودك ، فانه سيهدى لك اكثر من الثوب الديباج. الا انه مات في تلك السنة ولم يصل شىء الى بنان (٥). لا شك في ان هذ الخبر ينطوي على شىء من خلة الامساك في المنتصر بالله ، اذ لم تجد
__________________
(١١) التنبيه والاشراف / ٣١٤ ، وتاريخ بغداد ٢ / ١١٩ ـ ١٢٠ ، والكامل ٧ / ١١٥ ، والذهب المسبوك / ٢٢٧.
(١٢) مروج الذهب ٤ / ١٣٤ ـ ١٣٥.
(١٣) الكامل ٧ / ١١٦.
(١٤) التنبيه والاشراف / ٣١٤.
(١٥) الطبري ٩ / ٢٥٥.