قد عرض جمع من الجند على الوزير عبيد الله بن يحيى ان يثوروا بالمنتصر بالله ويقتلوه واتباعه ، فرفض ذلك لأنه رأى ان البيعة قد تمت ولا سيما وان المعتز قد بايع اخاه (١).
وبالنظر لهذه الظروف التي احاطت ببيعة المنتصر بالله فقد اراد مؤيدوه اثبات حقه الشرعي في الخلافة بموجب عهد مكتوب تمت المبايعة وفق ما جاء فيه. وفيما يلي اهم ما جاء في كتاب البيعة التي اخذت له (٢) :
بسم الله الرحمن الرحيم. تبايعون عبد الله المنتصر بالله امير المؤمنين بيعة طوع واعتقاد ورضا ورغبة باخلاص .. على ان محمدا الامام المنتصر بالله عبد الله وخليفته المفترض عليكم طاعته ومناصحته والوفاء بحقه وعقده .. وعلى السمع له .. والوقوف عند كل ما يأمر به .. وعلى انكم اولياء اوليائه واعداء اعدائه من خاص وعام .. وتتمسكون ببيعته بوفاء العقد وذمة العهد .. وعلى ان لا تسعوا في نقض شىء مما اكده الله عليكم .. وعلى ان لا تبدلوا ولا يرجع منكم راجع عن نيته .. اذ كان الذين يبايعون منكم امير المؤمنين انما يبايعون الله .. عليكم بذلك ربما أكدت هذه البيعة في اعناقكم ... ان تسمعوا ما اخذ عليكم في هذه البيعة ولا تبدلوا ، وان تطيعوا ولا تعصوا .. وان تنمسكوا بما عاهدتم عليه .. لا يقبل الله منكم فى هذه البيعة الا الوفاء بها ... فمن نكث منكم .. فكل ما يملك كل واحد ممن خان في ذلك بشىء نقض عهده من مال او عقار او سائمة او زرع او ضرع صدقة على المساكين .. وكل مملوك يملكه الى ثلاثين سنة
__________________
(٥) الطبري ٩ / ٢٢٩ ، تجارب الامم ٦ / ٢٥٧.
(٦) نص كتاب البيعة في الطبري ٩ / ٢٣٧ ـ ٢٣٩.