الجند الاتراك ممن يثق بهم ، فاقتحموا مجلس المتوكل على الله وقتلوه ، وقتلوا معه الفتح بن خاقان.
وحمل بغا الصغير الخبر الى المنتصر الذي ارسل الى وصيف ان الفتح بن خاقان قد قتل ابي فقتلته ، وامره ان يذيع ذلك في اصحابه. وحضر القواد الموالون للمنتصر واصحابهم وبايعوه بالخلافة. وعند ما حضر الناس من القواد والكتاب والوجوه والجند صباح اليوم التالي الى الجعفرية للبيعة العامة ، قرأ عليهم احمد بن الخصيب كتابا يخبر فيه عن المنتصر ان الفتح بن خاقان قتل المتوكل على الله فقتله به ، فبايع الحاضرون (١).
ويقال ان خبر التآمر على المتوكل على الله كان قد بلغ مسامع عبيد الله بن يحيى فشاور الفتح بن خاقان في احاطة الخليفة بما يدبر له ، واتفقا على كتمان الأمر عنه لما رأيا من سروره في ذلك اليوم وكرها ان ينغصا عليه سروره ، وانهما واثقان بانه لا يستطيع احد ان يتجاسر على مثل هذا العمل (٢). الا ان مما يضعف هذا القول ان سير الوقائع يدل على انهما لم يكونا يعلمان شيئا عن المؤامرة ، اذ لو علما بها لاتخذا من وسائل الحيطة ما يستلزم لحماية مجلس الخليفة وتشديد حراسته وافشال المؤامرة. ويروى ان المتوكل على الله رأى قبيل وفاته حلما تشاءم منه ، اذ رأى كان دابة تكلمه ، فسأل جلساءه عن تفسيره ففسره له احدهم بشىء آخر ، ثم قال لبعض من حضر : لقد حان رحيله ،
__________________
(٤٧) الطبري ٩ / ٢٣٤ ، وتجارب الامم ٦ / ٥٥٧.
(٤٨) الطبري ٩ / ٢٢٨ ، وتجارب الامم ٦ / ٥٥٦.