وضعف. ثم نودي علىّ فدخلت عليهم وجلا خائفا ، الا ان ابن ابي دواد لقيني فقبل يدي وقادني الى السرير وقال لي : اصعد الى المكان فقد اهلك الله تعالى له. فلما صعدت وجلست سلم علي بالخلافة. وسلم علي بها محمد وايتاخ ايضا. واخذ ابن ابي دواد عليهما البيعة لي ، وادخل القواد والموال على مراتبهم يسلمون ويبايعون. ثم علمت فيما بعد ان محمد بن عبد الملك وايتاخ كانا قد اتفقا على ما سمعته منهما ، ووكلا بباب الحجرة من يمنع دخول قاضي القضاة اليهما حتى يفرغا من تدبيرهما. فلما حضر القاضي هابه الموكلون بالباب ففسحوا له فدخل. فلما علم انصرافهما عن ابن الواثق بالله لصغر سنه ، تداول معهما فيمن يبايعون ، وذكروا بعض الاسماء ، ولما ورد اسمي قال ابن ابي دواد لهما : اصفقا على يدي فصفقا ، ثم ارسلوا الي فكان من الأمر ما كان. وبقى ما قاله محمد بن عبد الملك وايتاخ في نفسي فقتلتهما بما اعتزما قتلي به ، فقتلت ابن الزيات بالتنور ، وايتاخ بالماء البارد (١).
ولقب جعفر في اليوم التالي بالمتوكل على الله. وقد اراد ابن الزيات ان يلقبه بالمنتصر ، فقال ابن ابي دواد : لقد رأيت لقبا موافقا هو المتوكل على الله. فوافق الخليفة عليه وامر ان يكتب به الى مختلف الولايات (٢). وكانت نسخة الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم ، أمر ـ ابقاك الله ـ امير المؤمنين اطال الله بقاءه ان يكون الرسم الذي يجري به ذكره على اعواد منابره وفي كتبه الى قضاته وكتابه وعماله واصحاب دواوينه وغيرهم من سائر من تجرى المكتبة بينه وبينه «من عبد الله جعفر الامام المتوكل على الله امير
__________________
(٥) كامل الرواية في الهفوات النادرة / ٣٦٢ ـ ٣٦٥.
(٦) الطبري ٩ / ١٥٥ ، والكامل ٧ / ٣٤.