تسخينه وقعد فيه اكثر من اليوم الأول فحمى عليه ، وحمل عنه في محفة فمات على اثر ذلك (١).
وعند ما اشتد المرض على الواثق بالله ، وصل خبر مرضه الى مكة قبل موسم الحج ، فوجه واليها الى سامرا بماء زمزم وخلوق من خلوق الكعبة (٢). وذلك لاستخدامها في غسل الخليفة وتجهيزه عند وفاته. وكان الواثق بالله امر قاضي القضاة احمد بن ابي دواد ان يصلي بالناس يوم الأضحى ، فصلى بهم يوم العيد ، لأنه لم يقدر على الحضور الى المصلى لشدة علته ، وقد دعا ابن ابي دواد للخليفة فقال : اللهم اشفه مما ابتليته (٣).
وجاء في الطبري انه لما اعتل الواثق بالله علته التي مات فيها أمر باحضار المنجمين فاحضروا ، وكان ممن حضر الحسن بن سهل والفضل بن اسحاق الهاشمي ، واسماعيل بن نوبخت ، ومحمد بن موسى الخوارزمي ، وعامة من ينظر في النجوم. فنظروا في علته ونجمه ومولده فقالوا : يعيش دهرا طويلا ، وقدروا له خمسين سنة مستقبلة ، فلم يلبث الا عشرة ايام حتى مات (٤).
وقيل انه لما احتضر جعل يردد هذين البيتين :
الموت فيه جميع الناس مشترك |
|
لا سوقة منهم تبقى ولا ملك |
ما ضر اهل قليل في تفاقرهم |
|
وليس يغنى عن الاملاك ما ملكوا |
__________________
(٤٨) الطبري ٩ / ١٥٠ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٨٣ ، وتجارب الامم ٦ / ٥٣٥
(٤٩) المعرفة والتاريخ ١ / ٢٠٩.
(٥٠) مروج الذهب ٤ / ٨٤.
(٥١) الطبري ٩ / ١٥١.