عددا منهم لبث في السجن مطالبا بالأموال طيلة عهد الواثق بالله. وهم ابن المدبر وسليمان بن وهب واحمد بن اسرائيل. فلما جاءهم نبأ موت الواثق بالله هربوا من السجن ليلا (١). الا ان الطبري يقول ان الواثق بالله لما امر بحبس سليمان بن وهب واخذه بمائتي الف دينار ادى منها مائة الف وسأل ان يؤخذ بالباقي عشرين شهرا فاجابه الخليفة الى طلبه وامر بتخلية سبيله ورده الى كتابة ايتاخ (٢). علما انه سبقت الاشارة الى ان سليمان بن وهب قد اخذ منه اربعمائة الف دينار ، مما يرجح انه قد صودر اكثر من مرة.
وتعتبر مصادرة الكتاب من مظاهر حكم الواثق بالله البارزة ، ويظهر انه اتخذها وسيلة لمعاقبة الكتاب والعمال. الا انها اصبحت من بعده في عهد اخيه المتوكل على الله ، مصدرا مهما من مصادر ايرادات بيت المال.
٥ ـ وفاة الواثق بالله :
توفي الواثق بالله بالقصر الهاروني في سامرا يوم الاربعاء لست ليال بقين من ذي الحجة من سنة ٢٣٢ ه. ويتفق معظم المؤرخين على ان سبب وفاته اصابته بعلة الاستسقاء ، وانه عند ما اشتدت علته حفر له في الأرض حفير كالتنور ثم سخن بالحطب الطرفاء وصير فيه مرارا ، فوجد لذلك راحة. وطلب في اليوم التالي زيادة
__________________
(٤٦) الفخري / ٢٢٥ ـ ٢٢٦.
(٤٧) الطبري ٩ / ١٤٥ ، والكامل ٧ / ٢٩.
والكامل ٧ / ٢٩.