اوعز بحفظ المال ببيت مال خاص به. ثم اخذ في البحث عن الاموال فوجد ان البرامكة قد فرطوا بها. وكان اعتاد ان يحضر مجلس الرشيد احد الندماء يعرف بابي العود ، فأمر له الخليفة يوما بثلاثين الف درهم ، فماطله يحيى. فاحتال ابو العود في تحريض الرشيد عليه ، وقد شاع انه قد تغير على البرامكة ، فانشده ذات ليلة قول عمر بن ابي ربيعة :
وعدت هند وما كانت تعد |
|
ليت هندا انجزتنا ما تعد |
واستبدت مرة واحدة |
|
انما العاجز من لا يستبد |
فلما علم يحيى بذلك حاول ان يسترضي ابا العود باعطائه المبلغ الذي امر له الرشيد به ، واضاف اليه عشرين الف درهم من عنده. الا ان الرشيد جد في امر البرامكة حتى أخذهم (١).
فقال الواثق بالله : صدق والله جدي انما العاجز من لا يستبد. واخذ في ذكر الخيانة وما يستحقه اصحابها. ولم يمض غير اسبوع واحد حتى امر بحبس عدد من الكتاب وضربهم ، والزمهم اموالا كثيرة قارب مجموعها الفي الف دينار ، سوى ما ما اخذه من العمال بسبب عمالاتهم. وجاء في الطبري انه اخذ من احمد بن اسرائيل ثمانين الف دينار وامر بضربه ، فضرب فيما قيل نحوا من الف سوط. واخذ من سليمان بن وهب اربعمائة
__________________
(٣٦) مفصل الخبر في الطبري ٩ / ١٢٦ ـ ١٢٧ ، وتجارب الامم ٦ / ٥٢٧ ـ ٥٢٨ ، والكامل ٧ / ١٠ ـ ١١.