عليها وبالغ في
الاحسان اليها . وكان ابن الزيات قد امر بحبس احد كبار الكتاب هو سليمان
بن وهب في خلافة الواثق بالله ، وكان سليما آيسا من الفرج. فوردت عليه رقعة من
اخيه الحسن بن وهب تخفف من جزعه وتوصيه بالصبر ، فاجاب بما يدل على التفاؤل. فوقعت
الرقعتان بيد الواثق بالله ، فأمر باطلاق سليمان وقال : والله لا تركت في حبسي من
يرجو الفرج ولا سيما من خير مني ، فاطلقه على كره من ابن الزيات .
وعرف عن الواثق
بالله شدة رعايته لافراد عائلته من العباسيين ، وابناء عمومته من العلويين فكان
بارا بهم لا يرد طلباتهم ، ويعاونهم في حل مشاكلهم. على ان رعايته هذه لم تقتصر
على ذوى قرباه ، بل شملت رعاياه كافة. فقد كان واسع المعروف ، متفقدا شؤون الرعية . يتفقد احوال الناس ولا يبخل بمساعدتهم ماليا ، والعمل على
ما فيه صلاحهم. اذ كان حسن التفكير في صلاح الرعية ، كما يقول صاحب خلاصة الذهب
المسبوك . يقول اليعقوبي : فرق الواثق بالله اموالا جمة بمكة
والمدينة وسائر البلدان ، وعلى الهاشميين وسائر قريش ، والناس كافة ، وقسم في
بغداد قسما كبيرة مرة بعد اخرى ، على اهل البيوتات وعامة الناس .
وقال الواثق بالله
يوما لقاضي قضاته ، وقد ضجر بكثرة حوائجه : لقد اخليت بيوت الاموال بطلباتك
للائذين بك
__________________