من رسول الله صلىاللهعليهوسلم الأساس الشرعي لخلافتهم. وكان نهج العباسيين هذا تطورا
تاريخيا طبيعيا للدولة العربية لأنها لم تقتصر على البلاد العربية وحدها ، بل انها
ضمت تحت لوانها اقواما عديدة اعتنق اغلب ابنائها الدين الاسلامي وجعلوا ولاءهم له
، وهو يدعو الى التوحيد بين الناس ويعتبرهم سواسية ولا يفضل احدا على آخر الا
بالتقوى. فقد جاء في خطاب ابي العباس السفاح اول خلفاء بني العباس ، عند ما بويع
بالخلافة قوله : «الحمد لله الذي اصطفى الاسلام لنفسه وكرمه وشرفه وعظمه ، واختاره
لنا وايده بنا وجعلنا اهله وكهفه وحصته .. وخصنا برحم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وانبتنا من شجرته واشتقنا من نبعته» .
كما انهم اكدوا
على الأساس الديني لحكمهم. وقد جاء في خطبة داود بن علي وهو عم السفاح قوله : «ورجع
الحق الى نصابه في اهل بيت نبيكم ، اهل الرأفة بكم والرحمة لكم والتعطف عليكم ،
الا وان ذمة الله وذمة رسوله وذمة العباس لكم ان نسير فنحكم في الخاصة والعامة
منكم بكتاب الله وسنة رسوله» . بحيث اصبحت الخلافة منصبا مقدسا يستلزم الولاء والطاعة
والنصرة . وانها خلافة عن صاحب الشريعة مع حراسة الدين وسياسة
الدنيا . وولاية عامة على كافة الأمة ، والقيام بامورها والنهوض
باعبائها . فكان الخليفة رأس الدولة ومصدر السلطات كلها ، وهو المرجع
الأخير لشؤون الرعية الدينية منها والدنيوية.
__________________