الفصل الثامن
زخارف سامرا
مقدمة :
لا شك في ان توفر مادة الطين لصنع اللبن ، والتربة الكلسية الصالحة لتحضير الجص لاستخدامه ملاطا ومؤنة للبناء ولطلاء الجدران وزخرفتها بالرسم او النقش او الحفر ، مما ساعد على تقدم الريازة وتطور طرز العمارة في سامرا وازدهار الزخرفة الجصية التي اتخذت لتزين البنايات والقصور ازدهارا كبيرا ، بحيث نشأ فيها طراز خاص من هذه الزخرفة باشكال لا تعد ولا تحصى ارتبط باسمها فعرف في تاريخ الفن المعماري بزخارف سامرا. وان ما كشفت عنه التنقيبات من النقوش الزخرفية في قصور سامرا ومنازلها يدل على براعة صانعيها ، ومدى تقدمهم في هذا الفن آنذاك. ويلاحظ ان من مميزات هذه الزخارف انها قد تعمل في خلال البناء او بعد اتمامه ، وان القشرة الجصية التي عليها الزخارف يمكن ان ترفع بسهولة وان تعوض بقشرة جديدة تزخرف باشكال تختلف عن الأشكال السابقة. وبعد ان اتخذ القالب لصنع الزخارف المطلوبة صار عملها بهذه الطريقة رخيصا مما عمم استعمالها واتاح للفنانين مجالا واسعا للعمل في هذا المضمار (١).
__________________
(١) الاثار القديمة العامة ـ سامراء / ٣٩ ـ ٤٠.