هرزفيلد فاجرى بعض التنقيبات فيه قبيل الحرب العالمية الاولى (١).
تقع اطلال قصر المعشوق على الضفة الغربية لنهر الاسحاقي في الجانب الغربي من نهر دجلة ، وتسمى اليوم قصر العاشق. وكان المعتمد على الله آخر خلفاء سامرا قد بناه في اواخر عهده ، قبل انتقال مقر الخلافة الى بغداد. وبناية القصر مستطيلة الشكل ذات طابقين ، وقد تحول الطابق الأسفل الى سرداب لتراكم انقاض اجزاء الطابق الثاني فيه. ويبلغ طول البناية ١٣١ مترا وعرضها ٩٦ مترا ، وكانت محاطة بساحة مسورة ، ويشاهد في هذه الساحة بين القصر والسور آثار عدة مبان فرعية (٢). وكان يدور حول سور القصر خندق واسع يستمد مياهه من قناة جوفية (كهريز) ينحدر اليها الماء من العيون التي في اراضي الجزيرة الغربية فتفضى اليه ، لأن موقع القصر كان مرتفعا بالنسبة الى منسوب المياه في نهر الاسحاقي فلم يكن بالامكان جر الماء منه الى الخندق (٣).
يعتبر قصر المعشوق من اهم القصور الأثرية المتخلفة عن العاصمة سامرا ، وكان بناؤه متينا اذ ان معدل عرض جدرانه ٦٠ ر ٢ مترا ، اضافة الى انه معزز بابراج ضخمة تدعمه من جوانبه المختلفة ، وتحيط به مسناة من بعض جهاته لحمايته من مياه الأمطار. وذلك ما حدا بالكتاب والبلدانيين القدماء الى ان يطلقوا عليه صفة القلاع والحصون. وقد نشر المنقب الآثاري السيد ربيع القيسي تقريرا بعنوان «الصيانة الاثرية في قصر العاشق في
__________________
(٣٤) مجلة سومر ، العدد ١ و ٢ من السنة ١٩٦٧ / ١٨٣.
(٣٥) الآثار القديمة العامة ـ سامراء / ٧١.
(٣٦) ري سامراء ١ / ٨٨.