ونقل منها الآجر لبناء قصره (١). ويظهر انه نقض قصر المعشوق ايضا.
وكان علي بن يحيى المنجم نديم الخلفاء مقربا من المعتمد على الله فقلده بناء المعشوق فبنى له اكثره (٢). لأنه توفى في سنة ٢٧٥ ه قبل ان يتم بناء القصر. مما يستدل منه ان المعتمد على الله شيد هذا القصر في حدود السنة المذكورة. فعهد وزيره سليمان بن وهب الى محمد بن عبد الله بن يحى الاشراف على اكمال بناء القصر ، ثم ما لبث ان صرفه الخليفة(٣).
ومر باطلال قصر المعشوق كل من ابن جبير وابن بطوطه ، فقال عنه ابن جبير ابو الحسن محمد بن احمد الاندلسي المتوفى سنة ٦١٤ ه ، عند مروره بسامرا «ونزلنا مع الصباح من يوم الخميس الثامن عشر لصفر على شط دجلة بمقربة من حصن يعرف بالمعشوق .. فاقمنا بهذا الموضع طول يومنا مستريحين ، وبيننا وبين مدينة تكريت مرحلة» (٤). وقال عنه ابن بطوطة ابو عبد الله محمد بن عبد الله الطنجي المتوفى سنة ٧٩٧ ه في رحلته من بغداد الى الموصل عند ما مر به «فنزلنا موضعا على شط دجلة بالقرب من حصن يسمى المعشوق وهو مبنى على الدجلة. وفي العدوة الشرقية من هذا الحصن مدينة سر من رأى وتسمى سامرا» (٥).
وكان المستشرق الفرنسي فيوله ـ Viollet من اوائل المحدثين الذين ابدوا اهتماما بهذا الأثر فنشر دراسة قصيرة عنه وبعضا من مخططاته في سنة ١٩١١ م ، عقبه المستشرق الالماني
__________________
(٢٩) تجارب الامم ٢ / ١٨٢ ـ ١٨٣.
(٣٠) معجم الادباء ٥ / ٤٧٦.
(٣١) الوزراء / ٢٨٤.
(٣٢) رحلة ابن جبير / ١٨٥.
(٣٣) رحلة ابن بطوطة ١ / ١٤٧.