الشوارع الى الشرق والغرب والشمال والجنوب ، مما يدل على ان الجامع كان جزءا من تخطيط مدينة المتوكلية (١).
اما نسبة الجامع الى ابي دلف فانها حديثة ويرجح ان الناس اطلقوها عليه في القرون المتأخرة لما يتمتع به صاحب هذا الاسم من الشهرة ، ولعلمهم انه كان من القواد العرب القلائل في تلك الايام وقد عاش في سامرا ، فطاب لهم ان ينسبوه اليه ، فاطلقوا عليه اسم جامع ابي دلف (٢). وابو دلف هو القاسم بن عيسى بن ادريس بن معقل العجلي ، احد الامراء الشجعان ومن كبار رجال الدولة العربية وقوادها على عهد الرشيد وابنائه من بعده في بغداد وسامرا. وقد سماه المتوكل على الله «شقيق دولة بني العباس» (٣). وقد اشتهر بالسخاء والكرم والوفاء كشهرته بالشجاعة والطعان.
تخطيط الجامع :
تعتبر بقايا جامع ابي دلف ابرز اطلال مدينة المتوكلية. وهو يشبه في تخطيطه وشكله العام الجامع الكبير الذي شيده المتوكل على الله في سامرا. في اوائل عهده بالخلافة ، شبها كبيرا. فهو مثله مستطيل الشكل ، ذو صحن مكشوف محاط من جهاته الأربع باروقة ، ومئذنته ملوية ذات مرقاة خارجية ، كما كان محاطا بساحة فسيحة مسورة. اما اوجه الخلاف التي تميز بها هذا الجامع عن الجامع الكبير فتنحصر في الأبعاد وعدد الاروقة وكيفية التسقيف ، كما سترى فيما بعد. كما ان اطلال هذا الجامع على عكس ما هي عليه بقايا جامع سامرا الكبير الذي شيدت اسواره من الآجر فبقي معظمها شاخصا حتى الآن ، بينما لم
__________________
(٥٨) رى سامراء ٢ / ٦٠٤ ـ ٦٠٥.
(٥٩) مجلة سومر ـ العدد المذكور آنفا / ٧٦.
(٦٠) المحاسن والمساوىء / ٢٠٩.