سوره واروقته وتسقيفه ، الا ان تحرياته لم تتناول جميع اطلال الجامع ، كما ان بعضها لم يكن بدرجة كافية من الدقة. وقد كشفت التنقيبات التي قامت بها مديرية الآثار القديمة العامة عن كثير من المعلومات المتعلقة بمشتملات الجامع وابعادها ، وبتسقيفه. كما قامت بصيانة قسم كبير من بقاياه ، وبخاصة منارته الملوية ، وما بقى من اسواره وجدرانه. ونشر الاستاذان بشير فرنسيس مفتش الآثار القديمة ، ومحمود علي الرسام في مديرية الآثار القديمة العامة مقالا في مجلة سومر (١) ، تضمن جميع ما كشفت عنه التنقيبات المذكورة.
ان جامع ابي دلف من جملة منشآت المتوكل على الله في مدينة المتوكلية. فقد ذكر البلاذري ان المتوكل على الله «احدث مدينة سماها المتوكلية. وبنى بها مسجدا جامعا» (٢). وقال اليعقوبي ان المتوكل على الله عند بنائه الجعفرية «جعل في كل مربعة وناحية سوقا ، وبنى المسجد الجامع» (٣). كما اشار الطبري الى وجود مسجد جامع في مدينة الجعفرية صلى فيه عبد الصمد بن موسى صلاة الفطر بالناس ، ولم يصل بسامرا احد (٤). ويضيف الدكتور احمد سوسه ادلة اخرى على ان هذا الجامع شيد في نفس الوقت الذي شيدت فيه المتوكلية ليحل محل المسجد الجامع في سامرا. منها وجود الشارع الواسع الموازي للشارع الأعظم الذي يبدأ من الحدود الجنوبية للمتوكلية ويخترقها وينتهي عند الجامع المذكور. والساحتان الواسعتان في شمالي الجامع وجنوبيه تتفرع منهما
__________________
(٥٤) مجلة سومر ، الجزء : ١ لسنة ١٩٤٧ / ٦٠ ـ ٧٦.
(٥٥) فتوح البلدان / ٢٩٥.
(٥٦) كتاب البلدان / ٢٦٧.
(٥٧) الطبري ٩ ـ ٢٢١.