لا يبالغ السمك المحصور غايتها |
|
لبعد ما بين قاصيها ودانيها |
يعمق فيها باوساط مجنحة |
|
كالطير تنفض في جو خوافيها |
لهن صحن رحيب في اسافلها |
|
اذا انحططن وبهو في اعاليها |
صور الى صورة الدلفين يؤنسها |
|
منه انزواء بعينيه يوازيها |
وزادها زينة من بعد زينتها |
|
ان اسمه حين يدعى من اساميها |
محفوفة برياض لا تزال ترى |
|
ريش الطواويس تحكيه ويحكيها |
ودكتين مثل الشعريين غدت |
|
احداهما بازاء الاخرى تساميها |
ان البحتري يشيد بحسن البركة ، ويشير الى سعتها كأنها البحر ويقول ان دجلة تغار منها لحسنها ، وكأنها من صنع جن سليمان ، ويشبهها بالصرح الذي بناه سليمان لبلقيس من الزجاج الصقيل ، وذلك لشدة صفائها. ويشير الى سرعة تدفق المياه فيها كأنها الخيل في جريها ، وانها من السعة بحيث لا يبلغ السمك الذي فيها طرفيها ، وان بهوا مرتفعا يشرف عليها ، وان تمثالا للدلفين كان مقاما في احد اركانها. وهي محاطة برياض من الورود متنوعة الالوان كريش الطواويس. وان مما يزيد في جلالها وزينتها ان تسمى باسم الخليفة جعفر المتوكل على الله. ويشير في خاتمة شعره الى دكتين كانتا على البركتين ويشبههما