ملأت جوانبه الفضاء وعانقت |
|
شرفاته قطع السحاب الممطر |
عال على لحظ العيون ، كأنما |
|
ينظرن منه الى بياض المشتري |
وتسير دجلة تحته ، ففناؤه |
|
من لجة غمر وروض أخضر |
أعطيته محض الهوى ، وخصصته |
|
بصفاء ود منك غير مكدر |
واسم شققت له من اسمك فاكت |
|
سى شرف العلو به وفضل المفخر |
وتظهر القصيدة ما كان عليه القصر من سعة المساحة ، وكثرة الشرفات وارتفاعها الذي يناطح السحاب العالي. وان فخامته مما تعجز عن بناء مثله الملوك ، وتقصر عنه ابنية الروم والفرس. وانه كان يطل على دجلة ، وتحيط به الرياض الخضر ، وان الخليفة سماه باسمه ، وذلك مما زاده فخرا وجلالا.
وقد انشأ المتوكل على الله امام قصره الجعفري بركة سميت باسمه ايضا هي «البركة الجعفرية» التي اشتهرت بسعتها وجمال تنسيقها ، واعتبرت في يومها من عجائب الزمان. ولم يبق منها اليوم سوى حفرة عميقة تحيط بها اطلال القصر الجعفري في خرائب مدينة المتوكلية ، وهي مستطيلة الشكل يبلغ طولها زهاء ١٢٠ مترا وعرضها حوالي ٨٠ مترا ، اي بمساحة تقرب من عشرة الاف متر مربع. وكان المتوكل على الله جعل فرعا من النهر الجعفري ينتهي اليها من جهتها الشرقية ليزودها بالمياه. كما انشأ لها ثلاثة كهاريز تخرج من قمرها عند ضلعها الجنوبية ، ثم