الآخر على عبارة اخرى شمالي العبارة السابقة ، ويصب الفرع الثالث في نهر القاطول. وبعد ان يعبر الفرعان ينتهيان الى حوض كبير انشىء في ضفة القاطول اليمنى لتتجمع فيه مياهما. ثم تتشعب من الحوض عدة جداول يمتد احدها الى مدينة المتوكلية ، ويوصل الآخر المياه الى السواقي التي حفرت على جانبي الشارع الأعظم ، ويمتد جدول ثالث الى القصر الجعفري ليزود بركته الواسعة بالمياه. ويبلغ طول النهر الجعفري من مبدئه حتى البركة حوالي ٦٣ كلم(١).
وكانت العبّارة التي انشئت على قنطرة الرصاصي لعبور فرع النهر الجعفري تستعمل بنفس الوقت جسرا لعبور الناس والدواب ايضا. ويرجح ان الجعفري كان يجري وسط العبارة ، وعلى جانبيه ممران للسابلة والحيوانات ، ويظهر ان العبارة بقيت تستخدم جسرا للعبور بعد ان اهمل النهر الجعفري. وكانت العبارة الشمالية اصغر وتقتصر على عبور فرع الجعفري عليها. ويلاحظ من الآثار المتبقية لقنطرة الرصاصي الأصلية انها كانت تتألف من ثلاث دعامات وان مجرى النهر كان يمر من تحت القنطرة بفتحتين معقودتين بطاقين ضخمين ، عرض كل فتحة عشرة امتار. ويبلغ طول البناء الذي يشتمل على الفتحتين والدعامات الثلاث تسعا وعشرين مترا ، وقد قلع هذا البناء من اساسه لاستخراج الرصاص من احجاره(٢).
وهناك اختلاف في روايات المؤرخين عن النهر الجعفري ، فبعضهم يقول انه لم يتم حفره ، وبعضهم يرى أنه تم انجازه الا ان الماء لم يجر فيه بالشكل المطلوب. يقول الطبري ان المتوكل على
__________________
(٣٠) ري سامراء ٢ / ٣١٩ ـ ٣٢١.
(٣١) نفس المصدر / ٣٣٤ ـ ٣٣٦.