قد سر فيها الاولياء اذ التقوا |
|
ببناء منبرها الجديد فجمعوا |
فارفع بدار الضرب باقي ذكرها |
|
ان الرفيع محله من ترفع |
ومن قوله في قصيدة اخرى (١) :
ارى المتوكلية قد تعالت |
|
محاسنها ، واكملت التماما |
قصور كالكواكب لامعات |
|
يكدن يضئن للساري الظلاما |
وبر مثل برد الوشي فيه |
|
جنى الحوذان ينثر والخزامى |
اذا برز الربيع له كسته |
|
غوادى المزن والريح النعامى |
غرائب من فنون النبت فيها |
|
جنى الزهر الفرادى والتواما |
تضاحكها الضحى طورا وطورا |
|
عليها الغيث ينسجم انسجاما |
عند ما انتقل المتوكل على الله الى عاصمته الجديدة كان الخلاف بينه وبين القواد الاتراك قد بلغ درجة خطيرة. ومما زاد في خطورة هذا الخلاف ان ولي العهد محمد المنتصر انضم الى معارضي ابيه. وبلغ الخلاف بين الجانبين ان بات كل جانب منهما يتربص بالجانب الآخر ويعمل على التخلص منه. وسرعان ما نجح الجانب التركي في تدبير مؤامرة اغتيل فيها الخليفة ، ولم يكن قد مضى على انتقاله الى المتوكلية سوى تسعة اشهر وثلاثة ايام. اذ قتل ليلة الاربعاء لأربع خلون من شوال سنة ٢٤٧ ه (٢).
__________________
(٢٢) ديوان البحتري ـ طبعة بيروت ، ١ / ٣٧ ـ ٣٩.
(٢٣) الطبري ٩ / ٢٣٠ ، وتاريخ اليعقوبي ٢ / ٤٩٢ ، ومروج الذهب ٤ / ١١٨.