لقد شيد المتوكل على الله هذا القصر في اقصى الجنوب لمدينة سامرا في منطقة القادسية عملا بخطته في توسيع عمران المدينة الى مختلف جهاتها. وتقع اطلاله اليوم على مسافة ستة كيلومترات من مدينة سامراء الحالية ويسمى موقعه «المنقور». ذكره الشابشتي في معرض كلامه عن متنزه القادسية فقال : «وبالقادسية بني المتوكل قصره المعروف ببركوار ، ولما فرغ من بنائه وهبه لابنه المعتز وجعل اعذاره فيه. وكان من احسن ابنية المتوكل واجلّها ، وبلغت النفقة عليه عشرين الف الف درهم» (١). واشار الى ان الايوان الذي اقيم فيه الاحتفال باعذار المعتز كان واسعا طوله مائة ذراع وعرضه خمسون ذراعا (٢). وذكر ان المتوكل على الله كان يتردد على هذا القصر في المواسم والأعياد ، ويجلس فيه للشراب (٣).
ويعتبر قصر بلكوارا القصر الوحيد من القصور التي بناها المتوكل على الله في سامرا مما امتدت اليه ايدي الآثاريين فكشفوا لنا عن معالمه ما لم تتضمنه المصادر التراثية. فقد نقب الاستاذ هرزفيلد في سنة ١٩١١ في هذه المنطقة واكتشف اسس ومعالم القصر المذكور. وقد لخص ما كتبه عنه مؤلف كتاب (العمارة العباسية في سامرا) تلخيصا وافيا سنعتمد في استعراضنا هذا عليه ما لم نشر الى مصدر آخر (٤).
تشغل مباني هذا القصر مساحة واسعة من الأرض تزيد على ثلاثة امثال مدينة سامراء الحالية عند ما كانت مسورة. ويحيط به سور مستطيل ذو ابراج طوله (١٢٥٠) مترا ، يرتكز جانبه
__________________
(١٠٠) نفس المصدر / ١٥٠.
(١٠١) الديارات / ١٥٠.
(١٠٢) نفس المصدر / ١٦٠.
(١٠٣) العمارة العباسية / ١٦٥ ـ ١٧٠.