وسيلة للاستدلال والاستنتاج مما لا يمكن معه الوصول الى الحقيقة كاملة. وان ما جاء في طيات المصادر التي ذكرت تلك القصور لا يزيد على نتف واشارات لا تشفي الغليل ، وان ما قاله الشعراء فيها اقتصر على مدحها والتفاخر بها وذلك في معرض مدح الخليفة والثناء عليه والتزلف اليه. ولا يتضمن شعرهم شيئا عن محتوياتها او زخارفها ورسومها او اثاثها ، سوى النزر اليسير.
على اننا سنحاول ان نتحرى ما جاء في ثنايا الشعر وتلك المصادر عما كانت تضمه تلك القصور بين جدرانها من مرافق واجنحة ، وما يحيط بها من حدائق ، وما يزينها من برك واحواض. ويمكن اعتبار كتاب الديارات للشابشتي ومعجم البلدان لياقوت الحموي اغزر تلك المصادر عن القصور المذكورة. فقد ذكرا اغلبها واشارا الى بعض مما ذكرنا ، ولم يفتهما ان يبينا مقدار ما انفق من الأموال عليها. ويقدر الشابشتي مجموع ما انفقه المتوكل على الله على بناء القصور وعددها (١٩) قصرا بمائتي الف الف واربعة واربعة وسبعين الف الف درهم ومائة الف الف دينار (ولعلها مائة الف دينار) ، وهي تعادل آنذاك ثلاثة عشر الف الف دينار وخمسمائة الف دينار وخمسة وعشرين الف دينار (١). ويقول ياقوت الحموي ان مجموع ما انفقه على ذلك هو مائتا الف الف درهم واربعة وتسعون الف الف درهم (٢). اما النويري فيقول : «حكى المؤرخون انه أنفق في بنائها مائة الف دينار وخمسون الف دينار عينا ، ومائتا الف الف وثمانية وخمسون الف الف وخمسمائة الف درهم» (٣).
__________________
(٩١) الديارات / ١٥٩ ـ ١٦٠.
(٩٢) معجم البلدان ٣ / ١٧٥.
(٩٣) نهاية الارب ١ / ٤٠٦.