رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ حين أقيمت الصلاة فإذا أناس يصلّون ركعتي الفجر ، فقال : «أصلاتان معا؟» فنهاهم عنه إذا أقيمت الصلاة.
حدثني أبو عبد الرحمن خالي ، قال : ثنا أبي ، عن جدّي الفرج بن عبد الله ، عن عثمان بن سعيد ، عن محمد بن عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : جاء نافع بن الأزرق الحنفي إلى ابن عباس ، فقال : يا ابن عباس أخبرني عن الصّلوات الخمس عن تفسيرها في كتاب الله ، قال : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ)(١) صلاة المغرب ، (وَحِينَ تُصْبِحُونَ) صلاة الصّبح ، (وَعَشِيًّا) صلاة العصر ، (وَحِينَ تُظْهِرُونَ)(٢) صلاة الظّهر ، (وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ)(٣). صلاة العشاء الآخرة.
حكى جدّي ، قال : سمعت أبا عثمان سعيد بن العبّاس يقول : إذا تواضعت ، فقد أدركت جميع الفضائل ، وإذا حفظت لسانك ، فقد حفظت جميع جوارحك ، وذا أخلصت الأعمال ، فقد أحكمت جميع عملك (٤).
وقال أبو عثمان : قوام الدّنيا والآخرة بثلاثة نفر : قوم في نحر العدوّ ، فينام النّاس لسهر أولئك ، ويأمنون لخوفهم ، وقوم قد أخلصوا إيمانهم ، وفرغوا أبدانهم ، وجانبوا فضول الدنيا وغمومها ، فقربهم الله ، وأعطاهم المنزلة العلياء ، فهم في عبادتهم ودعائهم يسألون حفظ النّاس والتعطف عليهم ، فإذا أراد الله بقوم بلاء نظر إليهم ، ودفع عن العباد والبلاد بهم ، وقوم قد كتبوا إنما يحفظ دائما بكتب ، فقاموا على (٥) ...
* * *
__________________
(١) سورة الرّوم : الآية ١٧ و ١٨.
(٢) سورة هود : الآية ١١٤.
وقد تقدم تخريجه مفصلا في ترجمة (١٧٩).
(٣) هو المترجم له.
(٤) كذا هو في «الحلية» (١٠ / ٤٠١).
(٥) بياض بعده مقدار أربع كلمات.