رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «يخرج عنق من النّار أشدّ سوادا من اللّيل ، فيقول : إنّي وكّلت بثلاثة نفر : بكلّ من دعا مع الله إلها آخر ، وبكلّ جبّار عنيد ، ومن قتل نفسا بغير نفس».
(٥٣٤) وبعث رسول الله (١) ـ صلىاللهعليهوسلم ـ سرية عليها
__________________
ـ أن عزاه إليهم ، وإلى أحمد ـ : أحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح.
وله شاهد من حديث أبي هريرة وعائشة أخرجه الترمذي في «سننه» (٤ / ٧٠١) صفة جهنم ، باب : ما جاء في صفة النّار ، وكذا أحمد في «مسنده» (٢ / ٣٣٦) من حديث أبي هريرة ، وقال الترمذي : حسن صحيح ، وفيه زيادة قوله : «يوم القيامة له عينان يبصر بهما ، وآذان يسمع بهما ، ولسان ينطق به ، فيقول : إنّي وكّلت». الحديث غير أنّه ذكر الثالث وبالمصورين ، وكذا أحمد من حديث عائشة في ضمن حديث طويل ، وذكر الثالث : «وبمن لا يؤمن بيوم الحساب».
(١) تقدم الحكم على سنده
تخريجه :
فقد أخرجه ابن جرير في «تفسيره» (٥ / ٢٢٤) بسنده عن السدّي مثله وتمام الحديث : من أجل جمله وغنيمته ، وكان النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إذا بعث أسامة أحب أن يثني عليه خيرا ، وسأل عنه أصحابه ، فلمّا رجعوا لم يسألهم عنه ، فجعل القوم يحدّثون النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ويقولون : يا رسول الله! لو رأيت أسامة ، ولقيه رجل ، فقال الرجل : لا إله إلّا الله محمد رسول الله ، فشدّ عليه فقتله ، ومعرض عنهم ، فلما أكثروا عليه ، رفع رأسه إلى أسامة ، فقال : «كيف أنت ولا إله إلّا الله»؟ قال : يا رسول الله إنما قالها متعوذا ، تعوذ بها ، فقال له رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «هلّا شققت عن قلبه فنظرت إليه»؟ قال : يا رسول الله إنما قلبه بضعة من جسده ، فأنزل الله عزوجل خبر هذا ، وأخبره إنما قتله من أجل جمله وغنمه ، فذلك حين يقول : (تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَياةِ الدُّنْيا ،) فلمّا بلغ : (فَمَنَّ اللهُ عَلَيْكُمْ) يقول : فتاب الله عليكم ، فحلف أسامة أن لا يقاتل رجلا يقول لا إله إلّا الله بعد ذلك الرجل ، وما لقي من رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فيه.
ولقد أورد ابن جرير عدة روايات في هذا المعنى. انظر (٥ / ٢٢٢ ـ ٢٢٥) ، وانظر «الدر» (٢ / ٢٠٠) ، وكذا في البخاري (٧ / ٣٩٨) و (١٢ / ١٧١) ، وفي «صحيح مسلم» (١ / ٩٦) عن أسامة بنحوه.