طبع (١) ولا عبث (حتى) (٢) لا تحجب عن الجنة طرفة عين ، ثم قال : إذا أدركت (٣) محمد بن عبد الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ الذي يخرج من جبال تهامة (٤) ، فآمن به واقرأ عليهالسلام (٥) مني ، فإنه بلغني أن عيسى قال : من سلم على محمد بن عبد الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ رآه أو لم يره كان له محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ شافعا ومصافحا ، فدخل حلاوة الإنجيل في صدري وجعلت أزداد قوة فأقام في مكانه (٦) حولها ، ثمّ قال : أي بني إنك قد أحببتني (٧) وأحببتك؟ وإنما قدمت بلادكم هذه أنه كان لي بها قريب فمات ، فأحببت أن أكون قريبا من قبره أصلي عليه (وأسلم (٨) عليه) بما عظم الله علينا في الإنجيل من حق القرابة ، قلت : فما حق القرابة في الإنجيل؟ قال : يقول الله : من وصل قرابته فقد وصلني ، ومن قطع قرابته فقد قطعني ، وإنه قد بدا (٩) لي الشخوص (١٠) من هذا المكان ، فإن كنت تريد أن تصحبني فأنا طوع يديك ، قال : قلت : عظمت حق القرابة ، وها هنا والدتي وقرابتي ، قال : إن كنت تريد أن تهاجر مهاجرة إبراهيم (١١) ، فذكر الحديث بطوله ...
__________________
(١) هكذا في النسختين ، وعند أبي نعيم ١ / ٥١ : طمع وعبث.
(٢) ما بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ٥١.
(٣) في أ ـ ه : إن ، والصواب ما في الأصل.
(٤) والتهامة : بالكسر ، وهي ما بين نجد والحجاز ، وبه سمي الحجاز حجازا لأنه حجز بينهما ، وإنما سميت لشدة حرّها وركود ريحها ، يقال : تهم الحر ، إذا اشتد. انظر «معجم البلدان» ٢ / ٦٣.
(٥) إلى هنا ذكره أبو نعيم ، وقال في الباقي ... وذكر إسلامه بطوله. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٥١.
(٦) في ن ـ أ ـ ه : مقامه.
(٧) في أ ـ ه : أجبتني وأجبتك.
(٨) بين القوسين من الأصل ليس في أ ـ ه.
(٩) في الأصل (إلى) وما أثبته من أ ـ ه ، وهو أنسب.
(١٠) الشخوص : هو الذهاب من بلد إلى بلد. انظر «مختار الصحاح» ص ٣٣٢ ، و «لسان العرب» ٧ / ٤٦.
(١١) هو خليل الله إبراهيم النبي عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
مرتبة الإسناد :
في إسناده من لم أعرفه ، وسيار العنزي صدوق له أوهام ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥١ من طريق المؤلف ، ومن طريق شيخه عبد الله بن يعقوب به ، ولكن ذكر لفظه إلى قوله : وأقرئه مني السلام ، ثم قال وذكر إسلامه بطوله. ـ