وكاتب ياروقتاش الخادم نجم الدّين إيلغازي بن أرتق ليصل من ماردين ويدفع أق سنقر ، وكاتب روجار صاحب أنطاكية أيضا فوصل إلى بلد حلب ، وأخذ ما قدر عليه من أعمال الشّرقية ، فحينئذ أيس البرسقيّ من حلب ، وانصرف من أرض بالس إلى حمص فأكرمه خير خان صاحبها ، وسار معه إلى طغتكين إلى دمشق فأكرمه ، ووعده بانجاده على حلب.
وهادن ياروقتاش صاحب أنطاكية روجار ، وحمل إليه مالا وسلّم إليه حصن القبّة ، ورتّب مسير القوافل من حلب إلى القبلة عليه ، وأن يؤخذ المكس منهم له.
ثم إنّ ياروقتاش طلع إلى قلعة حلب ، وعزم على أن يعمل حيلة يوقعها بالمقدّمين ويملكها مثل لؤلؤ ، فقبض عليه مقدّمو القلعة بأمر بنات رضوان بعد تمام شهر من ولايته ، وأخرجوه من حلب وولّوا في القلعة خادما من خدم رضوان.
وردّ أمر سلطان شاه وتقدمة العسكر وتدبير الأمور إلى عارض الجيش العميد أبي المعالي المحسن بن الملحّى ، فدبّر الأمور وساسها ، وضعفت حلب وقلّ ارتفاعها وخربت أعمالها.
ووصل إيلغازي بن أرتق إلى حلب فأنزلوه في قلعة الشّريف ، ومنعوه من القلعة الكبيرة ، واستولى على تدبير الأمور وتربية سلطان شاه في سنة إحدى عشرة وخمسمائة ، وسلّموا اليه بالس والقليعة.