وعمر سليمان بن قطلمش قلعة قنّسرين وتحول إليها وتزوج منيعة بنت محمود بن صالح زوجة مسلم بن قريش.
ونزل على حلب وطال انتظار الشّريف حسن لنجدة تصله من السّلطان ، فاجتمع بمبارك بن شبل أمير بني كلاب ، واتفقا على أن سار مبارك بن شبل إلى تاج الدّولة تتش يستدعيه إلى حلب ليتسلّمها.
وعرفه ما استقرّ بينه وبين الشريف الحتيتي عن تسليمه حلب ، ورغبة الكافة في مملكته ، ففرج بذلك وجمع العسكر ، وخرج من دمشق في المحّرم من سنة تسع وسبعين وأربعمائة إلى حلب ، فحصر حصن سليمان بن قطلمش في قنّسرين.
ووصل إلى تاج الدّولة جماعة من بني كلاب ، ورحل إلى النّاعورة وعوّل على مراسلة الشريف حسن فان سلم إليه وإلّا عاد لحربه ، فبادر سليمان وهو نازل في عسكره على حلب ، وعارضه في طريقه على عين سيلم (١) ، وتراءى العسكران ، فدبّر أرتق عسكر تاج الدّولة أحسن تدبير ، والتقوا فانهزم عسكر سليمان.
وقتل سليمان ، وأسر وزيره الحسن بن طاهر وخلق من عسكره في يوم الأربعاء الثّامن عشر من صفر ، فأطلق تاج الدّولة الوزير ومن أسر ، وغنم عسكره والعرب الذين معه جميع ما كان في العسكر.
__________________
(١) بينها وبين حلب ثلاثة أميال. معجم البلدان.