على شيزر يوم الأربعاء سلخ المحرم من سنة خمس وسبعين وأربعمائة.
ثم رحل عنها إلى حمص يوم السبت ثالث صفر ، وأقام عسكره على شيزر ، فتطارح ابن منقذ عليه ، وسيّر ابنه أبا العساكر وامرأته منصورة بنت المطوع وأخته رفيعة بنت منقذ إلى حمص ؛ فدخلوا عليه ، وحملوا إليه مالا ، فأنفذ إلى عسكره ، ورحّله عن شيزر في الثامن والعشرين من صفر من السنة.
ولما وصل شرف الدّولة إلى حماة قبض على جميع الأتراك الذين بالشام وأخذ منهم الحصون التي كانت في أيديهم ، وهي : بيت لاها ، وتل أعذى ، وهاب ، وكفرنبل (١). وقبض على وثّاب وشبيب ابني محمود ، وأخذ منهما قلعة عزاز والأثارب ، وأطلقهما بعد ذلك ، وحمل الأتراك ، وحبسهم في الرحبة فداموا بها إلى أن قتل.
وقبض شرف الدّولة على أكثر أقطاع بني كلاب بالشام ؛ وعاد إلى حلب ؛ وقبض على حسن بن وثّاب النّميري أمير بني نمير ، وكان قد حصره بسروج (٢) في العام الخالي فسلّمها إليه بعد أن عوّضه عنها بنصيبين فاعتقله بحلب مدة وقتله.
وفي نزوله على شيزر ، وقتاله حصن الجسر ، وفعل وزيره أبي العزّ ، ابن
__________________
(١) ما تزال بعض هذه الأماكن تحتفظ بأسمائها في منطقة معرة النعمان.
(٢) سروج الآن إلى الشمال من عين العرب على الحدود السورية التركية ، وهي تابعة لمحافظة حلب. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري.