الناس ، وغلاتهم ، وحرمهم ، وأولادهم ؛ وأشرفت على الأخذ. وخرج قوم من الحريق إلى عسكر تاج الدّولة فأمّنهم ، وتقدّم إليهم بالعودة إلى ضياعهم.
ورحل الملك تاج الدّولة إلى جبرين قورسطايا (١) ؛ فأخذها وشحنها بالرّجال ؛ فخرج الأمير أبو زائدة محمد بن زائدة من حلب في الليل ؛ ووصل إلى ضيعة تعرف بكرمين (٢) ، فوجد بها خمسين فارسا من الغزّ ، فقتلوا أكثرهم ، وغنموا كلّ ما كان معهم ، وعادوا إلى حلب سالمين.
فأسرى تاج الدّولة في الليل من جبرين عند ذلك في جميع عسكره ، وهم ملبسون مستعدّون ، فصبّحوا حلب صباحا ، وأغاروا عليها ، فخرج عسكر حلب فالتقوا على الخنّاقيّة على باب حلب. ثم إنّ بعض عسكر حلب انهزموا لغير موجب ؛ وهزم الله عسكر تتش بغير قتال.
وكان الأمير أبو زائدة محمد بن زائدة وابن عمه شبل بن جامع بن زائدة في قدر خمسين فارسا مقابلهم ، فحملوا عليه ، واتّفقت هزيمتهم ، فقتلوا من الغزّ جماعة وغنموا.
ولو عاد عسكر حلب في اثرهم ما كان أفلت منهم إلا من سبق به فرسه. وشاع لمحمّد بن زائدة في ذلك اليوم ذكر جميل.
__________________
(١) سلف بي القول : إن جبرين تبعد عن حلب مسافة ٨ كم نحو الشرق. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري.
(٢) اسمها الآن كفر كرمين على مقربة من خان العسل الذي يبعد عن حلب ١٠ كم باتجاه الجنوب الغربي. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري.