[إمارة سابق بن محمود](١)
وزحفت الأتراك إلى البلد وكان والي القلعة رجلا يقال له ورد ، وعنده الأمير سديد الملك أبو الحسن بن منقذ ، وكان قد عاد من طرابلس إلى حلب في أيّام نصر ؛ وعندهما جماعة من الخواصّ ؛ فلما علموا بذلك استدعوا أخاه سابق بن محمود (٢).
وحمل من العقبة (٣) ، وكان ساكنا بها في الدّار التي تنسب إلى عزيز الدّولة فاتك ، ورفع إلى القلعة بحبل من السّور ، وهو سكران ، ونادوا بشعاره ، وأطاعه الأجناد ، وأشاروا عليه باطلاق أحمد شاه فأطلقه في الحال ، وخلع عليه.
فنزل أحمد شاه إلى العسكر بالحاضر فسكّن النائرة (٤) ، وأخمد الفتنة ،
__________________
(١) أضيف ما بين الحاصرتين للتوضيح.
(٢) لسابق ترجمة في بغية الطلب سلف لي نشرها في ملاحق مدخل إلى تاريخ الحروب الصليبية ص ٣٩٧ ـ ٤٠٤.
(٣) يقال لها عقبة بني المنذر ، وكانت من أشرف نواحي حلب وأفضلها. أحياء حلب وأسواقها للاسدي ص ٢٨٠.
(٤) النائرة : الفتنة.