ابن أخيه من الأثارب قبلة واقطاعه الذي كان قديما وما كان في يده في أيام معزّ الدّولة ثمال. وتمّ ذلك في المحرّم من سنة سبع وخمسين وأربعمائة.
وخرج عطيّة بالأتراك وأحداث حلب إلى الغزو ، ففتح كمنون ، وسبى أهلها ، وعاد إلى حلب غانما. ودخل ابن خان حلب فخاف الحلبيون وعطية منه ؛ فأغرى بهم الأحداث من أهل حلب فنهبوهم ليلا ، في صفر من سنة سبع وخمسين وأربعمائة ، وقتلوا منهم جماعة ، ونهبوا خيولهم وسلاحهم وما قدروا عليه من رحلهم.
وركب ابن خان منهزما ـ وكان ظاهر البلد ـ وصاح تحت القلعة : «أليس قد غدرت بي وبأصحابي يا عطية ، والله لأنزلك منها على أقبح قضية».
وسار إلى الشرق فعبرت طائفة منهم إلى الجزيرة فنهبتهم بنو نمير ، ورجع الباقون فصادفوا عسكرا للروم في بطريق لهم يعرف بالنحت ، فلم يجدوا بدا من شق عسكر الروم ، وكان في عشرين ألفا ففتح لهم الروم طريقا بينهم ليطبقوا عليهم فعبروا سالمين.
وقتلوا من الروم خلقا عظيما ، وكان السالم منهم نحوا من مائة وخمسين رجلا ، فركبت عليهم العرب بنو قريظ وربيعة بن كعب وغيرهم ، فأشار أمير منهم يقال له قمار على الملك أن يموت كريما ، ولا يثق بالعرب فلم يفعل.
والتجأ إلى منصور بن جابر فغدر به بعد أن كان أعطاه مقنعة زوجته ومخصرته ؛ وقتل قمار وجماعة.
وسلم ابن خان في جماعة فلحق بمحمود ، ونزل عليه وهو بسرمين ؛