دينار. وقال له صالح حين لجّ عليه : «أأقتل المهذّب أو أبا المجد ، بسبب ماخور! ما أفعل!».
وقد بلغني أنه دعي لهم في آمد وميّافارقين ؛ فغلبه على رأيه ، فبقوا في الاعتقال في الحصن ، سبعين يوما ، إلى أن اجتاز صالح بالمعرّة ؛ واستدعى أبا العلاء بن سليمان بظاهر المعرّة.
فلما حصل عنده بالمجلس قال له الشّيخ أبو العلاء ، ساعيا فيهم : «مولانا السّيد الأجل أسد الدولة ومقدّمها وناصحها ، كالنّهار الماتع ، اشتدّ هجيره ، وطاب أبرداه ، وكالسّيف القاطع ، لان صفحه ، وخشن حدّاه ، (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ)(١) فقال صالح : «قد وهبتهم لك أيّها الشّيخ». ولم يعلم أبو العلاء بما قطع عليهم من المال فأخذ منهم. ثم قال أبو العلاء شعرا :
تغيّبت في منزلي برهة |
|
ستير العيوب فقيد الحسد |
فلمّا مضى العمر إلا الأقلّ |
|
وحمّ لروحي فراق الجسد |
بعثت شفيعا إلى «صالح» |
|
وذاك من القوم رأي فسد |
فيسمع منّي سجع الحمام |
|
وأسمع منه زئير الأسد |
فلا يعجبنّي هذا النّفاق |
|
فكم نفقت محنة ما كسد (٢) |
__________________
(١) سورة الأعراف ـ الآية ١٧٧.
(٢) لزوم مالا يلزم ـ ط. دمشق ١٩٨٦ ص ٥٣٤. إمارة حلب ص ٢٠٩ ـ ٢١١.