وملك صالح في هذه السنة : حمص ، وبعلبكّ ، وصيدا ، وحصن ابن عكار بناحية طرابلس. وكان في يده الرّحبة ، ومنبج ، وبالس ، ورفنّيه (١).
وكان ، وهو محبوس بالقلعة عند مرتضى الدولة ، قد رأى في المنام كأنّ انسانا قد دخل عليه ، فألبسّه قلنسوة ذهب ، ففرّج الله عنه ؛ وخرج من السّجن ؛ وكان منه ما ذكرنا.
ثمّ إن الظّاهر سيّر عسكرا مع الدزبريّ وضمّ رافع بن أبي الليل إليه وقدّمه على الكلبيّين (٢) ، وجهزّه إلى محاربة حسّان بن المفرّج الطّائي ، لأنّه كان قد أخرب الشام ، وعاث ، وأفسد.
فلما علم حسّان بقربه استصرخ صالحا ، فتوجّه نحوه ؛ فرأى صالح ذلك الشّخص في المنام بعينه ، قد دخل عليه وانتزع من رأسه القلنسوة الذّهب ؛ فتطير من ذلك.
ولما وصل إلى حسّان ونشبت الحرب بينهما وبين الدزبري ، وذلك بالموضع المعروف بالأقحوانة (٣) على الأردنّ ، طعن صالح فسقط عن فرسه ،
__________________
(١) حلت محل رفنية بلدة بارين ، التي يرسم اسمها الان «بعرين» وهي تتبع ناحية عوج وتبعد عنها ٥ ، ٨ كم إلى الشمال ، وتتبع عوج منطقة مصياف ، وفي بعرين بقايا قلعتها التاريخية الشهيرة. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري.
(٢) كان سنان بن عليان قد توفي ، فتمزقت قبيلة كلب ، وتحالف رافع بن أبي الليل مع الدزبري وصاهره ، مما أخل بموازين القوى وأدى إلى انهيار الحلف الثلاثي. إمارة حلب ص ٨١ ـ ٨٣.
(٣) كانت على شاطىء طبرية قرب عقبة أفيق. معجم البلدان.