وأربعمائة ، حين تولّى ، القاضي أبا جعفر محمد بن أحمد السمناني الحنفي القضاء بحلب.
وكان عزيز الدولة أرمنيا لبنجوتكين مولى العزيز صاحب مصر. وكان بنجوتكين شديد الشّغف به ؛ وكان أديبا عاقلا ، كريما ، كبير الهمّة. فولاه الحاكم حلب وأعمالها ؛ ولقّبه أمير الأمراء ، عزيز الدولة ، وتاج الملّة. ودخل حلب يوم الأحد الثاني من شهر رمضان من سنة سبع وأربعمائة.
وكان محبّا للأدب والشّعر. وصنّف له أبو العلاء بن سليمان «رسالة الصّاهل والشّاحج» و «كتاب القائف».
وفيه يقول القائد أبو الخير المفضّل بن سعيد العزيزيّ شاعره يمدحه ، ويذكر وقود قلعة حلب ليلة الميلاد ، وكان الغيم قد ستر النجوم :
ابق للمعروف والأدب |
|
آمنا من صولة النّوب |
يا عزيز الدّولة الملك ال |
|
منتضى للمجد والحسب |
كيف يخشى الدّين حادثة |
|
وعزيز الدّين في حلب |
سدّ منه ثغرها بفتى |
|
لا يشوب الجدّ باللّعب |
أضرم العنقاء قلعته |
|
فبدت في منظر عجب |
لزّت الأرض السّماء بها |
|
فثنت كشحا على وصب |
ورمتها بالشرار كما |
|
رمت الغبراء بالشّهب |
أوقدت تحت الغمام فما |
|
يلقها من مزنة يذب |
سخنت حوض الحيا فهمى |
|
بجحيم عنه منسكب |