جواب الرسالة قاضي حلب ؛ وأظنه ابن الخشاب الهاشمي.
ووصل إليه بكجور من حلب وهو بحمص ؛ فخلع عليه أبو المعالي ؛ وولاه حلبّ ؛ وأقيمت له الدعوة فيها وفي سائر عملها ؛ فوافق بكجور وغلمان سيف الدولة على القبض على مولاه قرغويه وقصد أبي المعالي ، وقلعه من حمص ؛ فقبض عليه. وسار أبو المعالي إلى حلب.
وقيل : دام الأمر بحلب مردودا إلى قرغويه وبكجور ، فأحبّ الأمير أبو الفوارس بكجور الحاجبيّ الكاسكّي التفرد بالأمر دون مولاه ؛ وحدّث نفسه بالقبض عليه ، فقبض عليه وغدر به ، في ذي الحجة من سنة أربع وستين وثلاثمائة. واستولى على حلب ، وانفرد بالأمر ، وجعل الحاجب محبوسا بقلعة حلب.
وكان سعد الدولة إذ ذاك بحمص ، فحين علم بذلك طمع بحلب ، فتوجّه إليها ومعه بنو كلاب ، بعد أن أقطعهم بحمص الاقطاع المعروف بالحمصيّ ؛ فنزل بهم على معرّة النعمان ، وبها زهير الحمدّاني ، وقد استولى عليها ، وعصى على مولاه ؛ ففتح باب حناك (١) ؛ ودخلوا منه فقاتلهم زهير ، وأخرجهم. ثم أحرقوا باب حمص ؛ فخرج زهير مسلما نفسه بعد أن حلف له كبار الحمدانيّة انّهم لا يمكنوا أبا المعالي منه. فلمّا حصل معه غدر به فتغيّرت
__________________
(١) نسبة إلى بلدة اسمها حناك ؛ هي الآن خربة أثرية في جبل الزاوية ، تابعة لمنطقة معرة النعمان. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري.