قطع الطريق عليها بعد ذلك ، فعلى الأمير أن يعطيهم ما ذهب. وكذلك إن قطع على القافلة أعراب أو مسلمون في بلد الأمير ، فعلى الأمير غرامة ذلك.
وحلف على ذلك جماعة من شيوخ البلد مع الحاجب وبكجور ؛ وسلم إليهم رهينة من أهل حلب : أبو الحسن بن أبي أسامة ؛ وكسرى بن كسور ؛ وابن أخت ابن أبي عيسى ، وأخو أبي الحسن الخشّاب ، وأبو الحسن بن أبي طالب ، وأبو الطّيب الهاشميّ ، وأبو الفرج العطّار ، ويمن غلام قرغويه. وكان المتوسّط في هذه الهدنة رجل هاشميّ من أهل حلب يقال له طاهر.
وعادت الروم عن حلب ؛ وبقي الحاجب قرغويه في ولايتها ، والتدبير إليه وإلى غلامه بكجور ؛ وذلك في صفر من سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
وأقام سعد الدولة أبو المعالي بمعرّة النّعمان ثلاث سنين ؛ وراسله الحاجب وبكجور ومشايخ حلب ، في سنة ثمان وخمسين ، على أن يؤدي إلى الروم قسطا من مال الهدنة ، وكان القيّم بأمر أبي المعالي وعسكره رقطاش غلام سيف الدولة ؛ وكان قد نزل إليه من حصن برزويه ؛ وحمل إليه غلّة عظيمة وعلوفة وطعاما ؛ ووسّع على عسكره بعد الضّائقة.
ولم يؤدّ سعد الدولة ما هو مقرّر من مال الهدنة على البلاد التي في يده ، فخرج الروم وهجموا حمص على غفلة.
وقيل : إن سعد الدولة استولى على حلب في سنة ثلاث وستين ، ووصله في شهر ربيع الأول رسول العزيز وأبو القاسم أحمد بن إبراهيم الرسي من مصر ؛ فأقام الدعوة له بحلب في هذه السنة ؛ وأرسل معه إلى مصر في