أخيه بالرقة والرّحبة (١).
فسار أبو تغلب إليه إلى الرقة ، وحصره فيها إلى أن صالحه على أن يقتصر على الرّحبة ، ويسلم إليه الرّقة والرافقة. وكتب لأبي تغلب توقيع بتقليده أعمال ناصر الدّولة وسيف الدّولة من المطيع ، وهو بالرّقة.
وكان قرغويه قد جاء إلى خدمته ، وهو يحاصر أخاه ؛ فلما صالح أخاه قدم حلب جريدة ، وزار ابن عمه سعد الدولة ، وعاد إلى الموصل.
__________________
(١) لم تكن هذه محاولة التمرد الوحيدة في صفوف الحمدانيين فقد روى المقريزي في ترجمته لبشارة الاخشيدي مايلي :
«فلما مات سيف الدولة بن حمدان بحلب سار بتابوته إلى ديار بكر بشارة الخادم ، وتقي ، في جمادى الأولى سنة ست وخمسين وثلاثمائة ، وكان بينهما منافرة ، فأذاع تقي عن بشارة أنه كاتب حمدان بن ناصر الدولة ، وكان قد غلب على الرقة عند وفاة عمه سيف الدولة ، وحثه على أخذ حلب ، وكتب تقي إلى قرغويه القائم بضبط حلب نيابه عن سعد الدولة أبي المعالي شريف ابن سيف الدولة ، فقبض قرغويه على أسباب بشارة بحلب.
فلما بلغ ذلك بشارة داخل تقي ووانسه ، فأنس به ، وصفي بنيته له ، وأطلعه على أنه يريد ديار بكر ليعمل على أبي المعالي شريف ابن مولاه ، ويقبض عليه ، ويملك التدبير ، وضمن لبشارة أنه يسلم له ميافارقين ، فأظهر له بشارة القبول ، وسار بمسيره إلى قريب من ميافارقين ، فكتب بشارة مع من يثق به إلى أبي المعالي يحذره الخروج إلى لقاء تابوت أبيه ، ويعرفه ما عزم عليه تقي.
فلما قرب تقي كتب إليه بخبر التابوت وأن يخرج لتلقيه ، فأظهر أبو المعالي علة وامتنع عن الركوب ، وأخرج كل من في البلد لتلقيه ، وضرب تقي مضاربه ولم يدخل المدينة ، ووكل بأبوابها الرجال ، فطلع بشارة على السور ، وغلق الأبواب ، وخاطب أصحابه عن الأمير أبي المعالي بكل جميل ، فانقلبوا عن تقي ، وبطل مادبره ، وسلمه إلى بشارة فقتله». الموسوعة الشامية في تاريخ الحروب الصليبية ـ ط. دمشق ١٩٩٥ ج ١ ص ٣٠٠.