الهارونيّة (١) ، وسار إلى ديار بكر.
وتوجّه إليه سيف الدولة فرحل الدمستق راجعا إلى الشام ؛ وقتل من أهله عددا متوافرا ، وأخرب حصونا كثيرة من حصون المسلمين ؛ وأسر محمد بن ناصر الدولة.
ومنها : غزوة مغارة الكحل (٢) : غزا سيف الدولة في سنة ثمان وقيل تسع وأربعين وثلاثمائة بلاد الروم ، فقتل ، وسبى. وعاد غانما يريد درب مغارة الكحل ؛ فوجد ليون بن الفقاس الدّمستق قد سبقه إليه ، فتحاربوا ؛ فغلب سيف الدولة. وارتجع الروم ما كان أخذه المسلمون ؛ وأخذوا خزانة سيف الدولة وكراعه وقتل فيها خلق كثير.
وأسر أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان وترك بخرشنة. وأسر علي بن منقذ بن نصر الكناني فلم يؤخذ له خبر. وأسر مطر بن البلدي ، وقاضي حلب أبو حصين الرقي ، وقتلا. وقيل : إنّ أبا حصين قتل في المعركة فداسه سيف الدولة بحصانه ، وقال : «لا رضي الله عنك ، فإنّك كنت تفتح لي أبواب الظلم». وقيل : إنهم لما أخذوا الطرق على سيف الدولة وثب به حصانه عشرين ذراعا. وقيل : أربعين ؛ فنجا في نفر قليل.
وولى سيف الدولة ، بعد قتل أبي حصين ، أحمد بن محمد بن ماثل
__________________
(١) الهارونية حصن صغير غربي جبل اللكام ، بناه هارون الرشيد. بغية الطلب ج ١ ص ٢١٩.
(٢) في تاريخ يحيى بن سعيد ص ٩٤ «مغارة الكجك» ويستدل من روايته أن هذا الموقع كان على مقربة من المصيصة.