يسكن فى أقصى
الجنوب. وألح علينا فى البقاء عنده الليل كله ، ولما كنت أعلم أنه لا يرمى من وراء
ذلك إلا لابتزاز هدية منى ، فقد نفحته بقطعة صابون كبيرة ، فسمح لنا بالرحيل.
والطريق إلى صاى يتجه غربا بجنوب ، وبعد ساعتين بلغنا مكركة ، وبعد أربع ساعات
كنيسة. ولا يزرع من السهل هنا إلا أقله ، وتكثر السنامكى الجيدة ، ولكنها لا تبلغ
جودة السنا التى تنمو فى الجبل الشرقى. ويجمعها عرب القراريش كلما اشتد عليها
الطلب فى إسنا . وحدود النهر الغربية رملية مقفرة. وبعد خمس ساعات وصلنا
الشيخ مجدرة وهو نجع مبنى حول ضريح ولىّ. وفى هذا المكان كغيره من بلاد النوبة يجد
المسافر الظمآن ، على مسافات متقاربة ، أزيارا من الماء على جانب الطريق تحت سقيفة
منخفضة ، وتدفع كل قرية راتبا شهريا صغيرا لشخص يملأ هذه الأزيار صباح ومساء. وهى
شائعة فى صعيد مصر ، ولكن على نطاق واسع ، وكثيرا ما يجد المرء إلى جوار البئر
خانا صغيرا يزود المسافر بالماء . وبعد خمس ساعات ونصف بلغنا عمارة وهى نهاية إقليم سلكوت ،
ويبدأ جنوبيها إقليم صاى.
وفى سهل عمارة أطلال
معبد مصرى جميل ، تخلفت منه أبدان أعمدة ستة كبيرة من أعمدة البهو مصنوعة من الحجر
الجيرى ، وهى الوحيدة التى رأيتها من نوعها ، فكل المعابد المصرية هنا مبنى بالحجر
الرملى. ونقوش هذه الأعمدة تقليد لنقوش فيلة ، وصناعتها متوسطة الجودة ، ولكنها
أفضل كثيرا من
__________________