مناطق الشلال
الأول والدر والشلال الثانى ، حيث يصاد السمك أحيانا بالشباك. ويبدو أن أكثر أنواع
السمك انتشارا هنا هما النوعان اللذان يطلق عليهما الأهالى اسمى الدبس والمسلوق.
ويقسم السكان
الإقليم الذى عبرته من أسوان للدر قسمين : أولهما وادى الكنوز ـ ويمتد من أسوان
إلى السبوع ، وثانيهما وادى النوبة ـ ويشمل كل الإقليم الواقع جنوبى السبوع حتى
الحدود الشمالية لدنقلة. وسأفصل الكلام عن وادى النوبة وسكانه فيما بعد . ويسكن وادى الكنوز عرب كنوز (واحدهم كنزى) الذين يزعمون أنهم
قدموا فى الأصل من صحارى نجد ، واستوطنوا هذا الإقليم حين انتشرت بمصر القبائل
البدوية العظيمة القادمة من الشرق . ومن بين هؤلاء أيضا بدو ممن كانوا يسكنون بجوار بغداد ،
يعرف أحفادهم إلى الآن باسم «البغدادلية» ويسكنون وادى دهميت ووادى الأمبركاب على
ضفة النيل الغربية. وينقسم عرب كنوز إلى عدة عشائر أطلق اسمها على النواحى التى
يقتطونها ، فوادى النصرلاب وأبو هور وغيرهما تسكنها عشائر النصرلاب وأبو هور. وبين
هذه القبائل تحاسد وتناحر يؤديان أحيانا إلى نشوب القتال.
ويبدو أن
المستعمرين الجدد ما لبثوا أن اختلطوا بالوطنيين المغلوبين على أمرهم واتخذوا
لغتهم وما زالوا يتكلمونها. وليس فى هذه اللغة أصوات عربية على الإطلاق ، ويتكلمها
الأهالى من أسوان شمالا حتى السبوع جنوبا ، فى كل قرية شمالى أسوان حتى أدفو ، لأن
أفواجا من عرب كنوز استوطنوا الصعيد حديثا. ومن الحقائق التى تسترعى النظر ، أن
تعمر لغتا الكنوز والنوبة الغريبتان هذا
__________________