لقد راق لنا أن نخيّم في ذلك المكان الواسع وأثناء الليل هطل المطر بانتظام وعند ما أشرقت الشمس كانت هناك سحب قاتمة أدت إلى هطول مطرا غزيرا متواصلا وكأنها تشير بذلك إلى عدم توقف سقوط الأمطار.
ـ الوصول إلى بنت :
كانت (بنت) تبعد حوالي ٣ أميال. وقد ظهر لنا هذا المكان فسيحا جدا غير ما كنا نتوقع. يحتوي هذا المكان من الرؤية الأولى على جبال عالية يحيط بها مساكن من الطين والعديد من المساكن الأخرى. وعلى كل جانب في المكان حوالي ١ أو ٢ ميل من أشجار النخيل وقد انتشرت أمامها الحشائش الملساء وعلى الجانب الأيمن كان هناك جبل مخروطي وغريب الشكل يدعى (سي بورج). وما أن تقدمنا وكان المطر يسقط وجدنا أن على أسقف المنازل أناس كثيرون بينما أعدادا كبيرة أخرى من السكان يخرجون من المدينة نحونا. وقد قمنا بعدّ ١٤٠ شخصا قبل وصولهم. و «كريم داد» الرجل الذي أخذنا الى (سارتاي) قد أخطر الأمير مما نتج عنه تأخير الرحلة إلى (جيه). والآن وقبل أن نقوم بنصب الخيمة قد أرسل إليّ لمقابلتي. لقد قمنا بنصب الخيمة تحت صعوبات كبيرة نظرا لأن الأرض قوية ومطاطية ، ووجدنا صعوبة جديدة في تثبيت أوتاد الخيمة ، إذ صادف أن وقعت المطرقة على الأرض فلم نتمكن من العثور عليها إلا بعد مرور نصف ساعة لابتلال الأرض من المطر بشكل كثيف.
لقد تزوج صيادنا «جلال» ابنة «الأمير شوش» ونشأت صداقة بين الرجلين ، أما «كريم شاه» فقد كان مهتما جدا بأن يخرج من الخيمة المزدحمة عند ما تثبت. إنني لم أكن مهتما من هو «الأمير» في موكب المسيرة التي وصلت الخيمة الآن ، ولكن من الطبيعي أنني قد خاطبت الرجل ذا الشخصية القوية المتحكم قليلا ، وما أن أصّر أحد قادته على