جسران قويان مبنيان من الطين والحجارة. وبينما نحن هنا قام واحد من أهالي المنطقة بضيافتنا ، وذكر لنا أنه شقيق (الأمير حاجي) وهو حاكم (جاري دراب) وهناك أيضا عائلتان أو أربعة من العلائلات المهمة في البلدة أما بقية المنازل فيسكنها الخدم والعبيد.
لقد عبرنا فوق قاع النهر وكان على يسارنا قرية (واسكير) وعلى يميننا (راح قودار) وأمامنا (ترامبوك). كان النهر في تلك المنطقة يجري سريعا وعرضه ٥٠ قدما وعمقه قدم واحد ومنبعه من (باندينيلاج). خلال عبورنا النهر مشينا بين قريتي (لترامبوك) و (رينداج) وقد كان حولنا أشجار النخيل وأشجار أخرى وخلفنا جبالا قاحلة.
وعلى بعد ٢ ميل بعد خروجنا من النهر كان الطريق إلى (نبوج) مليئا على يميننا بأشجار النخيل وكانت تدعى (أمكان). جميع أشجار التمر هنا كانت بشكل غير منتظم ، وقد قال لي صلاح وهو مزارع لتلك المنطقة بأنه يلوم صاحب هذه النخيل إذ كان عليه من البداية أن يهتم بطريقة الزراعة بالشكل الصحيح حيث «أنه قد أكد لي أن أشجار النخيل عند ما تزرع بنظام سوف تعطي محصولا أكثر». نحن الآن في أعلى جبل مخروطي الشكل فخم اسمه (سي بورج).
وبعد أن تركنا الطريق المؤدية إلى (نبوج) بعد ٥ ، ١ ميل ، عبرنا مجرا صغيرا صخريا يدعى (دانجوتان) يصب في الشرق وكان ذو قاع عميق ، وعرضه حوالي ٣٠٠ ياردة. وقد قيل بأنه نهر صغير ومستمر خلال الفصول. عند ما عبرنا النهر خيّمنا تحت الجبل حتى الساعة الرابعة وكان الجو مظلما. كنت مقتنعا بأن بلدة (بنت) قريبة جدا من هنا ، ولكن المرشد كالعادة قد أنكر ذلك ، ولكننا بمحض الصدفة رأينا مجموعة من الحمير تحمل علف الجمال إلى بلدة (بنت).