«ماذا لك أن تقول في أمر كهذا» ، كان صوته مرتفعا وكان عليّ أن أعالج الأمر بطريقة مختلفة ؛ لأن هذين الشخصين من السادة الأشراف وهما من سلالة دينية ولهما احترامهما في هذه المنطقة أكثر من أية منطقة أخرى حتى في فارس مثل (يزد) مثلا ، حتى أنهم يعيشون هناك بكثرة (١) ـ تشجعت وقلت له : «إنني أعتبر أي شخص لا يستطيع ركوب جمله أن يكون بلوشيا أصيلا أو رجلا متمكنا فما بالك أن يسقط من على الجمل بسبب كلب .. وأرى اختياري الجيد لهذه الجملة وضربي على الوتر الحساس الذي يتفاخر به الرجال سواء بأصولهم أو بهويتهم أو بطريقة ركوبهم جمالهم ، فشجعني الرجال الذين معي لتحكمي بالموقف مع هذين السيدين. وأكملت قائلا : «من خبرتي الطويلة مع البلوش فإنهم منذ الصغر إن لم يكونوا قد نشأوا على الأصول الصحيحة السليمة فإنهم عند ما يكبرون يصبحون عاجزين تماما .. وإن كانوا يريدون السفر مرة أخرى ولا يستطيعون ركوب الجمال فعليهم استخدام الحمير».
__________________
(١) أغلب العائلات الدينية من البلوش هم من السادة أو الشيه ، والسادة هم من الأشراف من السلالة الهاشمية وينقسمون إلى مجموعة قديمة استقرت مع الفتح الإسلامي وأخرى هاجرت في فترة الشاه «عباس الصفوي الذي قام بتحويل (فارس) إلى المذهب الشيعي فهاجرت عائلات كثيرة منهم إلى ساحل «مكران» وأخرى أتت لا حقا في القرن التاسع عشر في الفترة القاجارية. والشيه أو عائلة «الشيخ» أو «الشيخ زاده» و «الشيه زادة» وتخفف الخاء لدى أبناء القبائل هناك ، فإن أغلبهم «قرشيين» أو عائلات عربية متدينة استقرت في (مكران) وبنت مدارسا للقرآن وأصبحوا يمتهنون مهنة القضاء والتعليم ، وتحولت أضرحة كثير من هؤلاء إلى مزارات في فترة من الفترات ذكرها «لوريمرLoimer» مثل «الشيه عيسى» حوالي «غابريغ» ، والمشهور منهم أبناء «الشيه جمال الدين» وهم كبار عائلة الشيه ، وهم أخوال كل «الدغارانيين» ـ لأن والدة الأمير دغار هي إبنه الشيخ جمال الدين ـ وكذلك المشهور منهم هو «محمد بن جنكي الشيهاني» وهو جد فرع آل محمد من الدغارانيين ، وجد الأمير «محمد» والد الأمير «عبد النبي» وأخوته الآخرين.
لمزيد من التفاصيل عن «الشيه زادة» وأصولهم راجع كتاب الكولونيل
C. M. Mac Gregor ـ Baluchistan, central Asia, Part III, p. ٧٥٢.
المطبوعات الرسمية للحكومة البريطانية ، عام ١٨٧٥.