ثلاث مناطق.
طريقنا في التسعة
عشر ميلا الأولى كان عبر الرمال بين الجبال والبحر ، وهنا أرشدنا
القرويون لممر عبر الجبال يمكن أن يكون أقرب من هذا الذي نسير فيه ، وكنت متشوقا
لمقابلة صديق كان مسافرا من (جوادر) بمحاذاة الساحل ، وتركنا (جاسك) في العاشرة صباحا وحسب وعد
سابق بيننا عرجنا لأخذ «جلال» الرجل العجوز الذي توفيت زوجته الثانية قبل أيام ،
وقد منحه زعيمه «الأمير علي» جارية اتخذها زوجة له بشكل مؤقت حتى يتسنى له أن يجمع مالا
ويدفع مهرا لواحدة من جنسه ، وكانت هذه تدعى «لكوم تتنس» وهي زنجية صغيرة ذات طبع
عنيد ، والتي لربما كانت في خدمة بيت الأمير وكانت تكن كراهية عميقة لأطفال العجوز
الأربعة ، وعند ما اقتربنا سمعنا نزاعا ساخنا ، فالزوجة هددت بأن تترك أبناءه
جياعا إن لم يعطها اثنين من (الكران) والتي تشك في أنه استردهما واحتفظ بهما.
قمنا بالصياح على
العجوز الذي خرج من كوخه وهو يقود حماره أمامه متمتما بكلمات يعلن بها النساء ،
أما ابنه المدلل من زوجته الأولى ، فقد تبعه وهو يبكي راجيا أباه ألا يذهب ويتركه
، حيث رق له قلب الرجل العجوز ، ورغم مشاكله العائلية فقد كان سعيدا بمرافقتنا في
هذه الرحلة.
في الحقيقة «جلال»
العجوز يستحق الوصف ، فقد كان عمره بين ٤٥
__________________